recent
أخبار ساخنة

أعماق الإسكندريه تحتضن معبد هرقليون وقصور المدينه القديمه وملوك البطالمه


تقرير : زكى عرفه

تحتفل عروس البحر الأبيض المتوسط بمرور 2400 عام على إنشائها بأمر من القائد المقدوني " الإسكندر الأكبر " لتكون عاصمة مصر قبل 24 قرنًا من الزمان ، فالمدينة القديمه  التي أنشئت عام 332 قبل الميلاد نسجت الأساطير حولها قصصًا ظلت خالدة ، قبل أن تغرق آثار الإسكندرية ، التي نالت من الأهمية ما جعلها متاحف تضم آثار الملوك والعلماء الذين عمروها .

" هيرقليون " ..  هو الاسم الذي أطلق على مدينة أبوقير القديمة التي غاصت في مياه خليج أبو قير ، والتي لاقت نفس مصير " الإسكندريه " بقصورها الملكية ومعابدها ، التي غاصت هي الأخرى تحت أقدام الميناء الشرقي ، بين قلعة " قايتباي " و" لسان السلسله "، في أواخر القرن الثامن ، ولم يكن للآثار الصامدة فرصة للنجاة من الغرق، بعد أن ضربتها زلازل متتابعة قضت على المدينتين .
وفى لقاء خاص مع الأثري " أحمد عبدالفتاح "  أكد لـ "  بدايه نيوز " أن المدينتين القديمتين عندما غرقا مالتا في اتجاه واحد ، كأنهما تم بناؤهما فوق جرف أرضي انهار بهما فجأة، مما أدى لاختفائهما .



                                                               مدينة هرقليون الغارقه بمنطقة ابوقير



مدينة الإسكندرية وهرقليون ..

ويقول الأثري أحمد عبدالفتاح : إن مدينة "هرقليون" تقع في نفس منطقة أبو قير حالياً  شمال شرقي الإسكندرية ، وبجانب كونها مركزًا دينيًا بارزًا، كانت نقطة تجارية رئيسية على البحر المتوسط في القرن السادس .

وأشار إلى أن علماء الآثار عندما بدأوا الغوص في هذا الموقع في تسعينيات القرن الماضي ، إكتشفوا أطلال معبد " هرقليون " ، الذي كان مخصصًا لـ" آمون "  و" هرقل - خونسو "  كما عثروا أيضًا على تماثيل ضخمة للآلهة وللملوك البطالمة ، وزوجاتهم وآنياتهم وجواهرهم ، والعديد من السفن الخشبية المحطمه فضلًا عن مئات آنية " الأمفورا " اليونانية والرومانية ، التي جعلت ذلك الموقع شاهدًا على الصلات التجارية الوطيدة بين مصر والإمبراطورية الرومانية .

                                                                               آثار الإسكندريه الغارقه
                 

ويتابع : ترقد أطلال مدينة الإسكندرية الأسطورية تحت مياه الميناء الشرقي، أمام تمثال الجندي المجهول بالمنشية ، جعلت من هذه المدينة المتحفيه أسطورة حضارية وأثرية ، ولغزًا مدفونًا في أعماق البحر ، مشيرًا إلى أن جهات رسمية، والعديد من المنظمات غير الحكومية، بالتعاون مع منظمة اليونسكو ، تعمل على بناء متحف تحت الماء لعرض هذه الأشياء للجمهور .

فنار الإسكندريه ..

ظل تحديد موقع فنار الإسكندرية القديم  أحد عجائب الدنيا السبع والذي انهار عام 1333 ميلادية ، إثر زلزال مدمر ، عبر قرون عديدة ، لغزًا محيرًا للعلماء ، فالثابت تاريخيًا أن الفنار أُنشئ عام 280 ق.م، على يد المعماري الإغريقي " سوستراتوس " ، وكان طوله يبلغ 120 مترًا ، ويعتقد البعض أن الحجارة المستخدمة في بناء قلعة " قايتباي " هي من أحجار الفنار، ويعتقد أيضًا أن موقع القلعة هو ذاته موقع الفنار المنهار .

والبداية الدمار كانت عام '702 هـ  - 1303 م' ، عندما ضرب زلزال عظيم مدينة الإسكندر وألحق دمارًا هائلًا ، تصدعت على إثره جدران فنار الإسكندرية، وحينها أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون، حاكم مصر بترميمه .

ومع تتابع الزلازل لم يصمد طويلًا، وأخذت أحجاره في الانهيار، وبعد سنوات قليلة أمر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي، بتشييد قلعة حربية مكان الفنار للدفاع عن ميناء الإسكندرية ، الذي أخذ يتعرض لهجمات من القراصنة الأوروبيين ، وبقايا الصليبيين في جزر المتوسط . 

قصر كليوباترا المفقود ..
" قصر كليوباترا " أشهر الآثار الغارقة في العالم ، وهو غارق قبالة شواطئ الإسكندرية، ويعتقد أنه كان مبنيًا على جزيرة تعرضت للغرق بعد زلزال قوي ضرب سواحل الإسكندريه  .
و مكتبة الإسكندرية القديمة كانت أكبر المكتبات في عصرها، ومن المرجح أن يكون مؤسسها "بطليموس الأول" ، بينما يقال إنه تم تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر قبل 23 قرنًا ، ويقال أيضًا ، أنه تم تأسيسها على يد " بطليموس الثاني " في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد عام 285 - 247 قبل الميلاد .

وبحسب الباحثة الأثرية " هند السماديسي " فإن المكتبة تعرضت خلالها تاريخها الطويل للعديد من الحرائق ، حتى أتت الحرائق على محتواها تماما في عام 48 ق.م. ، وفي عام 2002 تم إعادة بنائها تحت اسم مكتبة الإسكندرية الجديدة  .

وترجع شهرة مكتبة الإسكندريه إلى أنها أقدم مكتبة حكومية عامة في العالم القديم ، حيث ضمت كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقيه ، والتقت بين جدرانها علوم الشرق والغرب ، فهي نموذج للعولمة الثقافية القديمه ، التى أتيحت الحضارة " الهللينستيه " وضمت نصف مليون لفافة بردى ، كانت بها كتب تغطى جميع المعارف والفنون السائدة فى ذلك العصر .
google-playkhamsatmostaqltradent