حديثنا اليوم لن يكون كسابقه, حديثنا اليوم سيكون كرحلة أو مغامرة شيقة , هذا لأن أسطورة اليوم هو أشبه بالشخصيات التاريخية التي نراها علي شاشات السينما و التلفاز.
حديثنا سيكون عن أسطورة الماضي و الحاضر و المستقبل ذلك أنه و إن كان رحل عنا بجسده فهو باقٍ في وجدان و عقل كل منتمي للنادي الأهلي خاصة ولكل جمهور الكرة المصرية والعربية عامةً .
أسطورة اليوم هو ساحر في ارض الملعب ومعلمٍ لأجيال كثيرة لا زالت تتبع كلامه و تحمل إرثه الذي تركه و تحافظ عليه وتدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة ليس لشئ إلا إيمانا منهم بكل ما تركه لهم من مواقف و أقوال و أفعال نابعة من قلب عشق ناديه و وطنه.
هو واحد من أعظم من لمس الكرة في تاريخ مصر ,هو الإداري الأعظم في تاريخ كل العرب بلا منازع ,إسطورتنا اليوم عندما تسمع ما يقال عنه تقول بينك وبين نفسك ما هذا أيعقل أن يوجد في هذا الزمان من يدافع عن قيم و مبادئ وضعها معلمه الأسطورة مختار التتش , أيعقل أن يوجد في هذا الزمان من يتهاون في حق نفسه و لكنه لا يتهاون في حق ناديه مهما كانت العقبات ومهما كانت تبعات هذه العقبات.
رحلتنا اليوم مع فارس نبيل مع مايسترو عظيم مع شخصية أسطورية إنه فارس كل زمان إنه المايسترو صالح سليم.
ولد صالح سليم في الحادي عشر من سبتمبر عام 1930م بحي الدقي محافظة الجيزة.
والده هو الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر ووالدته هي السيدة (زين الشرف) التي كان والدها من أشراف مكة المكرمة.
تعرف صالح سليم على زوجته السيدة "زينب لطفي" على متن باخرة متجهة إلى "الحوامدية" فأعجب بها وقررا الزواج.
قوبل هذا القرار بالإعتراض من قبل والد صالح و والد "زينب لطفي" بسبب عدم إكمال صالح لدراسته الجامعية، فقُرر تأجيل إقامة حفل الزفاف إلى حين إنهائه لدراسته.
استمرت هذه الزيجة حتى وفاة كابتن صالح سليم، وأنجبت "زينب لطفي" لصالح سليم إبنيه هشام سليم و خالد سليم، وكانت هذه الزيجة الوحيدة في حياة صالح.
جاء عشق صالح سليم لكرة القدم منذ نعومة أظافره، فكان دائما ما يمارس هوايته مع أطفال حيه في الدقي بالجيزة حتى انضم لفريق مدرسة الأورمان الإعدادية، ثم منتخب المدارس الثانوية أثناء دراسته بالمدرسة السعدية، ثم التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944، بعد أن اكتشفه حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي الأحمر وقتها، ونجح صالح، في إثبات وجوده وموهبته، حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، وخاض أول مباراة له مع الفريق الأول أمام المصري عام 1948، وفاز الفريق وقتها بثلاثة أهداف مقابل لا شئ وأحرز صالح سليم الهدف الثالث قبل نهاية المباراة ، أما المباراة الرسمية الأولى، فكانت أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث لأول بطولة دوري في التاريخ المصري وكانت موسم 1948 وفاز الأهلي بهدفين.
استطاع صالح سليم أن يحقق مع الأهلي 11 لقب دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها منذ انطلاق المسابقة.
كما فاز بكأس مصر 8 مرات وحقق كأس الجمهورية العربية المتحدة موسم 1961م.
إنضم صالح سليم للمنتخب للمرة الأولي موسم 1950م
ليحقق بطولة كأس الأمم الافريقية بذات العام وكان قائداً للفريق.
كما شارك مع المنتخب الأوليمبي في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1960م بمدينة روما الإيطالية.
استطاع صالح سليم أن يحرز 101 هدف خلال مسيرته الرياضية منهم 9 أهداف مع فريق جراتس النمساوي.
يمتلك صالح سليم رقما فريداً خاصاً به حيث استطاع أن يحرز سبعة أهداف في مباراة واحدة وكانت ضد فريق الإسماعيلي في المباراة التي انتهت بفوز الأهلي بثمانية أهداف.
كما أنه أكثر رؤساء الأندية المصريين الذين تحقق بطولات في عهدهم حيث استطاع الفوز ب 53 بطولة مختلفة.
لم تتوقف مسيرة المايسترو صالح سليم بإعتزاله كرة القدم ولكنه قرر الإتجاه الي العمل الإداري , حيث بدأ العمل الإداري بمنصب مدير الكرة وكان ذلك عامي 1971/1972.
استطاع الكابتن صالح سليم أن يفوز برئاسة النادي الأهلي عام 1980م وقد شهدت هذه الإنتخابات مساندة نجوم النادي الأهلي
ويستمر صالح سليم في رئاسة النادي الأهلي حتي وفاته في عام 2002م.
كان شعبية المايسترو صالح سليم الكبيرة هي السبب الرئيسي في سعي المنتجين لإقناعه بالدخول للعالم الفني، فهو يمتلك من الوسامة والأناقة و قوة الشخصية والموهبة ما يؤهله للنجاح في هذا المجال.
شارك صالح سليم في بطولة عدة أفلام سينمائية منها السبع بنات و الشموع السوداء أمام الفنانة نجاة الصغيرة، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة. الجدير بالذكر أن صالح سليم تلقى الكثير من العروض من قبل أصدقائه الممثلين والمخرجين للقيام بتمثيل أدوار أخرى في السينما، لكنه رفض كل العروض التي قدمت له بهذا الخصوص مؤكداً أنه يرى نفسه "غير ناجح" على الصعيد الفني.
بدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام 1998 عندما كان صالح يقوم بفحوصاته الدورية التي يجريها كل 6 أشهر لدى طبيبه.
أخبر الطبيب صالحاً بأنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشة صالح لأطبائه لبدء العلاج أخبره الاطباء أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده لا يمكن إستئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب بتليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بفيروس سي، كما أعلمه بأن سنه لا يسمح بإجراء زراعة كبد.
إلتزم صالح سليم بالعلاج الذي إقترحه أطباؤه، وكان يداوم على زيارة لندن لمتابعة حالته الصحية والوقوف على تطوراتها، إلا أنه لم يفصح للرأي العام عن سبب زياراته المتكررة للندن وعن خروجه المتكرر إلى خارج البلاد.
هذه التساؤلات التي دائماً ما كان يجيب عنها صالح بأنه "يسأم من تواجده لفترة طويلة في القاهرة" أدت إلى إتهام صالح بالإهمال في إدارة النادي الأهلي المصري.
الخاتمة :
لماذا احب الجمهور صالح سليم؟!
إخترت أن أختم هذا التقرير بهذا السؤال , وبمجرد ما أن فكرت في هذا السؤال تبارى إلي ذهني مقولة للمايسترو تجيب عنه :
"النادي الأهلي ملكُ لمن صنعوه ومن صنعوه هم جمهوره"
تستطيع هذه المقولة ان تلخص حالة العشق من جماهير الفريق المصري العريق لأسطورتهم الفارس النبيل (صالح سليم)
