متابعه وتصوير جورج ماهر
راودت فكرة إقامة التماثيل الخديو إسماعيل عام 1865، بعد أن زار أوروبا وبهرته العماره وتماثيل قادتها التاريخيين تزين الميادين هناك، فكان أن فكر فى إقامه تمثال يخلد ذكرى جده محمد على ليضعه فى مدينه اﻹسماعيليه، لكنه لاحقا قرر وضعه بميدان محمد على - ميدان القناصل - وسط اﻹسكندريه، وفى سبيل ذلك كلف النحات الشهير ألفريد جاكمارت أحد أشهر المثالين الفرنسيين فى القرن التاسع عشر - بنحت التمثال، والذى بلغت تكلفته مليونى فرنك حينها .
فى عام 1868 أمر الخديو إسماعيل ببناء التمثال، وفى 17 مايو 1869 تم تخصيص 8 آلاف جنيه للبدأ فى تنفيذه .
وانتهى جاكيمارت من نحت التمثال فى يوليو 1872، وأرسل صديقه المعمارى امبرواز بودرى إلى مصر؛ ليخطر الحكومه المصريه بأن التمثال تم إنجازه، وليصمم بودرى قاعده التمثال من الرخام .
وفى 11 أغسطس 1872 عرض جاكمارت تمثالا برونزيا يظهر وإلى مصر وهو يمتطى جواده لمدة شهر فى شارع الشانزليزيه، كنصب تذكارى لمحمد على، قبل أن يشحن فى قارب إلى اﻹسكندريه حيث كانت تدور معركه أخرى حسمت ظهور التمثال ومن بعده مزيد من التماثيل وكان تمثال محمد على أول تجسيد لفارس يمتطى جوادا فى ميدان عام فى بلد مسلم، وكان محمد على يتجلى فيه كفارس يمتطى صهوه جواده، وكأن النصر طوع بنانه، أما الفرس فقد مثله جاكمارت يخطو فى ثقه وزهو، رافعا قدمه اليمنى عن اﻷرض.
بينما صمم المعمارى امبرواز بودري قاعدة التمثال، وكانت دائريه ومن حولها أربعه أسود كأنها تحمى الفارس على جواده.
فيضطر المارة للطواف حوله بحركه دائريه، فاعترض أحد مشايخ حى بحرى بأنها تشبه طواف الكعبه وأثار الناس بأنها عوده للوثنية، ومع كثره اللغط تأججت اﻻحتجاجات، وهنا ظهر دور الشيخ محمد عبده وكان آنذاك طالبا باﻷزهر فأصدر فتوى بعدم تحريم التماثيل طالما أنها ليست للعباده وإنما للتكريم .
وتنفس الخديو إسماعيل الصعداء فيما نجح الشيخ الواعد فى استيعاب غضب اﻷهإلى وتهدئتهم .
من جهته أمر الخديو بجعل قاعدة التمثال على شكل مستطيل وبنقل اﻷسود اﻷربعه إلى القاهرة حيث هى اﻵن أمام وخلف كوبرى قصر النيل .
وفى 19 ديسمبر 1872 كان اﻻحتفال الرسمى بوضع أول تمثال وسط ميدان القناصل باﻹسكندريه الذى صممه المصمم المعمارى للميدان اﻹيطالى مانشينى والذى اقتبس منه اسم الميدان الحالى، ميدان المنشية .