recent
أخبار ساخنة

التحرش بين ظاهرة ام ازمه مجتمع



بداية نيوزالتحرش بين ظاهرة ام ازمه مجتمع


بقلم : سهير البحبوحي

إنها مشكلة كبيرة على كافة المستويات والأصعدة انتشرت في البلاد انتشار النار في الهشيم لا فرق بين المدن الكبيرة والأرياف لا فرق بين كبيرة وصغيرة ولا بين محجبة وسافرة كلهن يتعرض لها حتى باتت تؤرق المهتمين بها المدركين لخطورتها يسعون لإيجاد علاج لها ولكن الكثيرين منهم يعالج نتائج الظاهرة فقط بناء على رؤيته القاصرة وقليل منهم من يتطرق إلى أسبابها ويتعمق في تحليلها ليصل إلى العلاج الكامل الصحيح الذي يعالج جذور المشكلة ونتائجها وتداعياتها في آن واحد دون إفراط ولا تفريط.
نعم .. إنها مشكلة بل جريمة التحرش الجنسي تلك الجريمة التي طفت على السطح قبل سنوات وكانت في البداية تحرش لفظي إلا أنه قبل سنوات قليلة وفي أحد الأعياد بالذات ظهرت المشكلة بشكل فج مفزع في محاولات التحرش الجسدي بالفتيات في وسط العاصمة المصرية القاهرة في وضح النهار في ظل عجز الأهالي والمارة عن حماية الفتيات من الذئاب المفترسة الذين يقومون بتشكيلات اقل ما توصف انها "عصابية اجرامية " وتكررت تلك الظاهرة الكارثية -التي لا يمكن نعتها بأقل من الإجرام- مرارا وتكرارا دون أن يتم الوصول إلى حل لها وقد تفاقمت حتى بلغت حدا غير مسبوق و قامت وزارة الداخلية بنشر ضابطات في الايام التي تسبق الاعياد و ايام الاعياد للحد من هذه الظاهرة .
و هناك نظرة ضيقة وعلاج خاطئ
عندما تثار هذه القضية في مناسبات مختلفة ونستمع لآراء الناس حولها نجد الكثير من القصور في النظر وعدم وضوح للرؤية مع إصرار كامل على أن آرائهم هي الصواب المطلق مع أنها آراء بنيت على أهواء ليس أكثر ولو أنهم خرجوا من نطاق الأفكار المسبقة التي زرعت في عقولهم منذ الصغر لتغيرت مواقفهم وصارت لهم آراء مختلفة أو ربما مناقضة لما يقولونه.
من ضمن هذه الآراء هي المحاولات المستميتة من قبل البعض بتحميل الفتيات وحدهن المسئولية الكاملة عن تلك الجريمة وأنه لولا أنها خرجت من بيتها سافرة بغير حجاب وبملابس ضيقة مثيرة للشهوة مخالفة تماما لأحكام الشرع الحنيف وللأعراف والتقاليد ولولا سلوكها السيئ وتصرفاتها المشينة وحركاتها .. إلخ إلخ لما تعرضت لما تعرضت للتحرش لفظيا او جسديا  ولما سمعت ما سمعت من هؤلاء الشباب بل هؤلاء الذئاب متناسين أن هؤلاء الذئاب لا يفرقون بين ملتزمة بالزي الشرعي وغير الملتزمة وإن كان تعرضهم لغير الملتزمة أكثر بالطبع إلا أنهم يتعرضون أيضا للمحجبات والمنتقبات وهو ما يؤكد أن الفتاة لا تتحمل المسئولية وحدها.
ويتزعم هذا الرأي الكثير من الشباب وبالطبع على رأسهم هؤلاء الذئاب الذي لا يأبهون لخلق ولا لدين والكثير ممن يعتنقون الفكر الذكوري الذين يبررون لأنفسهم أي شئ يقومون به ويلقون باللائمة كلها على النساء معتبرين أنهن كلهن سيئات وشياطين .
 إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أكد أنهن شقائق الرجال وإن التفكير العملي عند مواجهة أي مشكلة يبدأ بدراسة هذه المشكلة أسبابها ونتائجها وخطورتها ثم البحث عن حلول لها تتناسب مع طبيعة المجتمع وتقاليده والأحكام التي تقيده للوصول إلى حلول مرضية حقا وليست مجرد مسكنات تسمح بتفاقم الظاهرة في الخفاء حتى تنفجر فجأة أما التفكير السيئ والتفسير الخطأ لأي ظاهرة دائما يقود إلى الفشل في العلاج فكيف إذا كانت القضية بحجم قضية التحرش وخطورتها وتداعياتها؟!
بالتأكيد ستكون كل الحلول المطروحة بناء على هذه الأفكار الخاطئة غير صالحة لعلاج المشكلة
تحميل طرف واحد فقط مسئولية هذه الجريمة هو بالتأكيد خطأ فادح فالذي يتحمل مسئولية هذه الجريمة هم الشباب الذين اخترقوا كل القيم والأخلاق والعادات والتقاليد الاجتماعية وباتوا ذئابا بشرية لا تفرق بين الإنسانية والبهيمية والفتيات اللاتي اعتقدن أنهم في عالم خاص بهن أو أنهن أحرار فيما يفعلن و لكن ليس هذا سبب كاف للتحرش بهن .
 وكذلك فإن المجتمع والإعلام والمؤسسات التربوية كلهم مسئولون عن هذه الجريمة بشكل أو بآخر.
أهم أسباب التحرش ..
بالخروج من النظرة الضيقة والفكر المتحجر إلى فضاء التفكير الواسع حول أسباب تلك الظاهرة .
 تلخيص أهم هذه الأسباب في نقاط رئيسية وهي:
1- ضعف الوازع الديني.
2- الفراغ الفكري والفراغ العاطفي ووجود الوقت الطويل لدى الفتاة والشاب مما يجعلهم فريسة لهذا البلاء.
3- التربية السيئة وتعميم أن الرجل لا يعيبه شيء.
4- عدم المتابعة من الأم وترك الحبل على الغارب.
5- عدم سؤال الأبناء عن الأماكن التي يرتادونها وعن الوقت الذي يقضونه خارج المنزل.
6- خوف الاهل من الابلاغ عن الجريمة خوفا من كلام الناس و خوف الفتاة نفسها من قول ما حدث لها .
و لكن من الملفت للتظر ان هناك نساء يبررن ما يحدث كما قلن عن فتاة المنصورة و فتيات اخريات حدث لهن هذه الفعلة الشنعاء بقولهم ماهي اللي لابسة وحش ماهي السبب و هذا لا يعد سبب نهائي او مبرر لما يفعله هؤلاء الذئاب .
مثلا ان الصائغ او الجواهرجي يعرض ذهب و الماظ بالفترينة و الفترينة مكشوفة فهل يحق لكل عابر ان يأخذ ما يحلو له ؟! كلا فهذا لص و يعاقب علي فعلته .
و هناك الكبابجي يضع دائما اسياخ بها كفتة و لحم مشوي و نمر عليها جميعا و نحن جائعون فهل من حق احد ان يأخذ منها و يأكل ليشبع جوعه ؟! كلا فهذه سرقة و يعاقب عليها .
كذلك الفتاة التي تمر بالطريق ليس من حق اي احد ان يجعلها تمشي و هي خائفة و مذعورة تتلفت حولها خوفا من ان تمتد نحوها يد الغدر و الخسة غصبا عنها .
ناهيك عن خوف الاهل و رعبهم علي بناتهم من الذئاب الضالة و يدعون لهم دائما بالعودة مستورين و محفوظون بعناية الله .
حفظ الله بناتنا و ابنائنا من كل الشرور و الآثام و رزقهم كل خير و امن و امان .
google-playkhamsatmostaqltradent